الحضور الأوروبي في المغرب قديما




* * *
الحضور الأوروبي في المغرب قديما

* * *


شكل الحضور الأوروبي في المغرب الأقصى عبر تاريخه الطويل شكلين وهما
----------------------------------------
أولا : الحضور الأوروبي السلمي

وقد وقع في الفترة المرابطية والموحدية، كما اتخذ هذا الحضور الأوروبي في المغرب شكلا مسالما وكان يتميز بثلاث صيغ وهي
الحضور الارتزاقي : وهو العمل في سلك الجندية المغربية، وذلك مقابل أجور تؤديها السلطة المغربية للجنود المرتزقة، وأبرز دليل على ذلك أن السلطان علي بن يوسف بن تاشفين المرابطي، كان أول من استجلب الروم لخدمة الدولة المغربية، وتشهد النصوص على أن حضور المرتزقة النصارى، استمر بالمغرب في العصر الموحدي، وبلغ قمته في العصر المريني، حيث وصلت أعدادهم الى أربعة آلاف 4000 جندي مرتزق في عهد السلطلن أبي الحسن المريني
الحضور التجاري : حيث كان التجار الأوروبيون يقيمون بفنادق خاصة بهم داخل المدينة المغربية، وتوافرت لهم كل شروط الاقامة من فرن وكنيسة وخمارة، وكانت بمدينة سبتة وحدها سبعة فنادق قبالة ديوان البحر – كما روى الأنصاري – كما توفرت لهم فنادق في مدن أصيلا والعرائش وسلا وأنفا، لأن السلطة المغربية كانت ملزمة بتوفير دور يأوون إليها، وقد ساعدت الظروف المغربية المستقرة آنذاك على حماية هؤلاء التجار الأوروبيين، فالدولة المرابطية والموحدية كانتا إمبراطوريتين قويتين، وقد تعاملتا مع هذه الجاليات الرومية حسب ما أقره الشرع الاسلامي في التعامل مع أهل الذمة، وقد توافد التجار الأوروبيون على المراسي المغربية، واستقروا بها مدة طويلة، حتى امتلك بعضهم دورا خارج إقامتهم بالفنادق
الحضور الاسترقاقي : حيث كانت الدول الأوروبية المتوسطية تبيع عبيدها البيض للدول الاسلامية لبناء توازنها المالي، فلم يكن من الصعب الحصول على العبيد البيض لانخفاض أثمانهم بالسوق الأوروبية، وكانت تجارة العبيد مشروعة عند أوروبا في تلك الفترة، كما أن القرصنة كانت من بين العمليات التي يحصل بها على العبيد البيض، وقد توزع العبيد البيض في المدن المغربية الداخلية، مثل فاس وسبتة وطنجة وأصيلا وباديس وكدية غساسة، وقد تم في إحدى عمليات تبادل افتكاك العبيد المسيحيين بمراكش، حيث بلغ عددهم 236 عبدا أبيضا سنة 1313 م
---------------------------------------------

ثانيا : الحضور الأوروبي الحربي

وقد وقع هذا الحضور الأوروبي العسكري بعد أن ضعفت القدرات الدفاعية المغربية في أواخر عهد الدولة المرينية، واتخذ هذا الشكل صيغة الهجوم والاحتلال العسكري لمدن السواحل المغربية، حيث سقطت أغلب المدن الساحلية في أيدي البرتغال، وذلك حسب الترتيب الزمني التالي
سبتة : سنة 818 هـ
القصر الصغير : سنة 862 هـ
طنجة : سنة 869 هـ
أصيلا : سنة 876 هـ
أنفــا : سنة 876 هـ
الجديدة : سنة 907 هـ
العرائش : سنة 910 هـ
أكادير : سنة 910 هـ
أسفي : سنة 912 هـ
أزمور : سنة 914 هـ
المهدية : سنة 920 هـ
------------------------------------

* * *

-----------------------------------
تقديم : محمد زلماضي المزالي
------------------------------------

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire