* * *
ابن عاشر صهر المنصور الموحدي
* * *
روى المؤرخ ابن خلكان، أن الشيخ عبد الواحد بن عاشر، كان متزوجا أخت الخليفة يعقوب المنصور الموحدي، فأقامت عنده ثم جرت بينهما منافرة فجاءت إلى بيت أخيها يعقوب المنصور، فسار الشيخ عبد الواحد في طلبها فامتنعت عليه، فشكى الشيخ عبد الواحد ذلك إلى قاضي الجماعة بمراكش، وهو أبو عبد الله محمد بن علي بن مروان، فاجتمع القاضي المذكور بأمير المؤمنين يعقوب المنصور، وقال له إن الشيخ أبا محمد عبد الواحد يطلب أهله، فسكت عنه المنصور ومضت أيام ثم إن الشيخ أبا محمد اجتمع بالقاضي المذكور في قصر المنصور بمراكش، وقال له أنت قاضي المسلمين وقد طلبت أهلي فما جاؤوني فاجتمع القاضي بالمنصور وقال له يا أمير المؤمنين الشيخ عبد الواحد قد طلب أهله مرة وهذه الثانية، فسكت المنصور ثم بعد ذلك بمدة لقي الشيخ عبد الواحد القاضي بالقصر المذكور، فقال له يا قاضي المسلمين، قد قلت لك مرتين وهذه الثالثة أنا أطلب أهلي وقد منعوني منهم، فاجتمع القاضي بالمنصور وقال له يا مولانا إن الشيخ عبد لواحد قد تكرر طلبه لأهله، فإما أن تسير إليه أهله، وإما أن تعزلني عن القضاء، فسكت المنصور وقيل أنه قال له يا عبد الله ما هذا إلا جد كبير، ثم استدعى خادما وأمره سرا بأن تحمل أهل الشيخ عبد الواحد إليه، فحملت إليه في ذلك اليوم ولم يتغير على القاضي ولا قال له شيئا يكرهه وتبع في ذلك حكم الشرع المطهر وانقاد لأمره وهذه حسنة تعد له وللقاضي أيضا لأنه بالغ في إقامة منار الشرع والعدل سواء مع الخليفة أو الشيخ ابن عاشر
* * *
-----------------------------------
تقديم : محمد زلماضي المزالي
------------------------------------
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire