الذكرى المائوية لوفيات أعلام سوس


--==*==--
*
الذكرى المائوية لوفيات أعلام سوس
سنة 1910
*
--==*==--
*
في مثل هذه السنة منذ 100 عام أي في سنة 1910 م، أسلم مجموعة من السادة علماء سوس أرواحهم الى بارئها، وانتقلوا الى دار البقاء، وتركوا لأجيالنا ذكراهم، وفيما يلي مختصرات لتراجمهم كما هي منشورة في هذه المدونة، وكلها منقولة من تراجم أعلام سوس الواردة في مؤلفات العلامة المختار السوسي
----------------------
امحمد بن محمد التملي
من الأعلام التمليين، نزيل متوكة، عالم سوسي أخذ عن الفقيه الحاج محمد المزدويي المتوكي الملقب بموزون، ثم سكن في أساكا، وكان فقيها متطلعا إلى الثروة من باب علم النار، وبسببه اتصل بالفقيه سيدي سعيد التناني، فجره إلى ملاقاة الشيخ الالغي، فما كان إلا أن لاقاه حتى أعرض عن ذلك العلم، فأقبل على إصلاح حاله، فكأنما فتحت له الخزائن فأقبلت عليه الدنيا، وكان صوفيا ذا مجاهدات ولسان ذي ذوق، يختلف إلى بلاد إلـغ، حتى توفي في رمضان 1328 هـ موافق 1910 م، وكانت ولادته في 1-9-1274 هـ، وينتمي الى أسرة انتقلت من قبائل إيلالن إلى قبيلة أملن وهي جعفرية الأصل، كما أن علمه وسط، ويزاول التعليم في مسجد اساكا
----------------------
علي بن محمد السملالي السوسي
من الأعلام السملاليين، نزيل فاس والمتزوج من الأسرة الفاسية، ذكر المختار السوسي أنه لم يعلم عمن أخذ العلم من علماء سوس، وله مؤلفات وأشعار لا يرضى عنها خليل بن احمد لسقوط أغلب أوزانها، وهو صاحب الرحلة إلى فكيك أثناء تخطيط الحدود بين المغرب والجزائر في تلك الناحية زمان العصر العزيزي، كما له مؤلف آخر عن السلطان المولى الحسن الأول العلوي سنة 1291 هـ، وله أيضا شرح الهمزية، وغير ذلك توفي فيما ذكر سنة 1328 هـ موافق 1910 م
----------------------
عبدالوهاب بن الطاهر المحجوبي الرسموكي
من الأعلام الرسموكيين، أخذ عن الفقيه أبي الحسن الالغي، وعن الفقيه ابن مسعود، ومداركه لا بأس بها، غير أن أحوال التصوف غلبت عليه، فكان ذا أحوال، وكان طيب السريرة، محمود السيرة، مغبوطا في خلقه، وكان من أصحاب الشيخ الالغي، توفي كما نظنه بعد سنة 1328 هـ موافق 1910 م
-----------------------
ابراهيم المسفيوي الامزالي
من الأعلام الهشتوكيين، ومن علماء قبيلة أيت مزال، أخذ عن الفقيه الحسن التسجدلتي الايلالني في تيمزكيدا واسيف بأيت مزال، ثم شارط بعد تخرجه في مدرسة تاسكدلت بايلالن، ودرس فيها، وكان فقيها جيدا مشاركا متخصصا في الحساب، ذا خلق طيب، وذكر من أرخوا له أنهم رأوا من أخذ عنهم من العلماء، وتوفي سنة 1328 هـ موافق 1910 م، وقد خلف ابنه الفقيه احمد بن ابراهيم المسفيوي
-----------------------
محمد بن امحمد التاسيلاني الماسي
من أعلام قبيلة أيت ماسا، عالم حسن أخذ عن العلامة الشريف سعيد الكثيري، وله مشاركة يذكر بها، وظهرت بها منزلته في بلده بين العلماء، توفي نحو 1328 هـ موافق 1910 م
----------------------
ماء العينين الصحراوي
من أعلام تيزنيت، العلامة الكبير الطائر الصيت في كل نواحي الشرق، نشأ في أسرة شريفة، تسلسل فيها علماء كبار معتنون مدرسون، إلى أن نبغ فيهم هذا العلم، فنال ما لم ينله أحد في المغرب في عهده من كثرة التلاميذ، ومن نشر العلم، ومن امتداد الشهرة، ومن احترام السلاطين، فمن دونهم السلطان المولى عبدالرحمن العلوي إلى السلطان المولى عبدالحفيظ العلوي، وكان يصحب من تلاميذه ما يبلغ حينا نحو 10.000 طالب، وكلهم في ضيافته مع الآخذين عنه والمتهذبين به، كما ذكره الفقيه الأمين الشنكيطي في كتابه (الوسيط) وكان كريما أجود من الريح المرسلة، لا يوكىء على شيء إلا ريثما يأتي من يستحقه، وله من التآليف في فنون شتى ما يشهد له بالسعة الغريبة في عصره من المعارف، وهو من مشايخ الصوفية الكبار، وحاله يصدق مقاله، وله اعتناء كبير بالكتب، فجمع خزانة قيمة كبيرة لا تضاهى في البوادي، نزل في مدينة تيزنيت بعدما ضاقت به الصحراء باختلال أحوالها عما عهده، وكان مزواجا، فكثر أولاده جدا ذكورا وإناثا، وعادته وعادة أهله هو العلم، توفي ضحوة يوم الجمعة 17-10-1328 م موافق 1910 م، وكان له نحو 85 سنة يوم توفي، وعلى مدفنه مشهد قائم إلى الآن، وكانت ولادته سنة 1246 هـ، وخلف ابنه العلامة الشيخ أحمد الهيبة بن ماء العينين الشهير
----------------------
امحمد بن عبايل الإغرمي الجراري
من الأعلام الجراريين، ومن أسرة علمية، عالم فقيه كبير نوازلي، أخذ عن العلامة الشريف سعيد الكثيري، وأمضى عمره كله في النوازل، وله شهرة طنانة في جنوب سوس، يحسب له ألف حساب، مع أن له فلتات، ويدا قصيرة في الحساب، وله دين متين وحاله محمود، وهو من أكابر فقهاء النوازل، وكان يدرس في مدرسة إبغرم، توفي في 2-12-1328 هـ موافق 1910 م، مخلفا ولده الفقيه التهامي الإغرمي الجراري
----------------------
عبدالكريم بن ابراهيم الأكرضي الجراري
من الأعلام الجراريين، فقيه لا بأس بمعلوماته، وله مشاركة في الفنون، أخذ عن العلامة العربي الأدوزي، وعن ابنه الفقيه محمد بن العربي الأدوزي، ثم درس في جامع ابن يوسف بمراكش، وكان جبلا ورعا وحسن سمت وطيب سريرة واستقامة سيرة، لا يوجد له في ذلك بين الفقهاء نظير، وكان رقيق القلب سريع الدمعة، وعاظا مثابرا على ذلك، وذهب مرة الى كنيسة اليهود في تلعينت يبلغهم الرسالة، فاستغرب الناس منه ذلك، مع أنه أداء للواجب، وكان ذاكرا، وفيه بله ينخدع به، وله منظومة في الوعظ بلهجة تاشلحيت معروفة في قرية أدوز، وله في بلدة إيغير ملولن مركز كبير باحترام الناس له، وشارط حينا في مسجد قائد تلعينت، كما اختاره هذا القائد للائتمام به في الصلوات، وكان من الرجال الذين يستقى بهم المطر، وكان يقول للقائد عبدالسلام إذا رآه محفوفا بفقهائه : لا يغرنك هؤلاء، فإنما هم كسراب بقيعة، وله حكايات ومستملحات، ويعرف في بلده بسيدي عبايد، توفي بعد سنة 1328هـ موافق 1910م
----------------------
علي أمزيل التازروالتي البوكرفاوي
من الأعلام الباعمرانيين، عالم حسن مذكور غير محظوظ، سمع أنه أخذ عن العربي الأدوزي، وشارط حينا في أداي الحربيلي سنة 1299 هـ كما سكن حينا في تيزنيت، فزاول فيها قضايا النوازل، كما هي عادته، غير أنه محدود لا تفارقه الفاقة، وكان خلاسيا، وأسرته مهنتهم الحدادة، وهو بنفسه يعرف هذه الصناعة، وكان يسيح ويزور أصحابه، ويثوي ما شاء الله في بلدة إيليغ وفي غيرها، وبينه وبين الفقيه المحفوظ الأدوزي صحبة، وكان من الأفاضل الفكاهيين، يورد النوادر، توفي بعد سنة 1328 هـ موافق 1910 م، وكان عمره في نحو 75 سنة
----------------------
محمد البونيتي الباعمراني
من الأعلام الباعمرانيين، ومن قرية تانولمي، أخذ عن الفقيه مسعود، فحصل تحصيلا كبيرا، ثم تصدى للنوازل بعقل ثابت وحصافة وإدراك وخلق سهل وكرم وحسن أحدوثة، وكان يشارط مع ذلك، توفي نحو سنة 1328 هـ موافق 1910 م، عن عمر 70 سنة
-----------------------
الحاج الحسين السوقي التنكرتي الافراني
من الأعلام الإفرانيين، فقيه شيخ جليل من مفاخر سوس الكبرى، تخرج بالعلامة العربي الأدوزي، والعلامة الحاج عبدالله الجشتيمي، والعلامة الحاج احمد الجشتيمي، ثم استتم علومه في الحواضر، فكان من بين من أخذ عنهم العلامة الكنسوسي المراكشي، ثم حج الى بيت الله الحرام وزار مصر، ورجع بعلم غزير، وتصوف حسن، لا غلو فيه ولا تنطع، فجال في التدريس في المدرسة التازروالتية والرخاوية والبوعبدلية، وفي القضاء والافتاء، فأخذ السعد بضبعه، فنال مقاما عظيما، وخرج وهذب وأرشد وأكرم، وترسل وشعر وألف، فأدرك رئاسة كبرى، بمجموعة أخلاقه الكاملة، وقد استتم رؤوس الفضائل والفواضل، حتى لم تبق مكرمة إلا نظمت في لبته، فخضعت له الأعناق، وسالت الى حضرته الرفاق فكان أرباب النوازل والمستفتون يصدرون عنه شاكرين علمه الجم، وكرمه الطافح، ونزاهته التامة، كما كان التلاميذ يؤوبون بجر الحقائب، والفقراء المسترشدون يكرعون منه في نطفة صافية، وقد كان أحد المؤسسين للأحمدية، فعنه أخذها كثير من العلماء، وانتشرت بهم، والفرع الذي انتشر عنه لا يعرف الاعراض عن الطرق الأخرى بالكلية، وكان زينة عصره بكرمه وجاهه وسمعته ولطافته ووداعته وأريحيته العلمية، غير أن دهره أبى إلا أن يمسه بنكبات خرج منها موفور الحرمة، مصون العرض، فجلا بسببها عن بلده فنزل بتيزنيت، وفيها توفي بتاريخ 4-10-1328 هـ، موافق سنة 1910م، وكانت ولادته قبل سنة 1250 هـ، وقد مثل في حضرات السلاطين مرارا، فاحتقب من إجلالهم ومن هباتهم ما لا يزال الناس يتحدثون به، وكان آية في الأنساب السوسية، وذكر بعض الباحثين الثقات أن عنده كتابا قديما استوعب كل تلك الأنساب ولم يقف على كتابه هذا أي باحث
-----------------------
البشير بن بلقاسم العزييـي التنكرتي
من الأعلام الإفرانيين، عالم جيد مشارك، ذو يد طولى في العربية، وفي الأدب، يقرض شعرا مقبولا، تخرج بالشيخ أبي محمد الافراني، اعتبط قبل المشيب نحو 1328 هـ، موافق 1910م، وهذه الحالة بالنسبة للعلماء تعتبر وقفة ونهاية أي علم من الأعلام من الناحية الفكرية كأنه معدود من الموتى
----------------------
محمد بن علي الابراهيمي اليوسفي السكتاني
من الأعلام السكتانيين، فقيه نبيل نبيه فطن، متفنن حسن المدارك، أخذ عن والده وعن الفقيه سعيد إجمي وطبقته في الجامع اليوسفي، فصدر سنة 1308 هـ بعلم جم واسع، فظهر شأنه ونبهت مكانته، وكان من الصوفية الكبار، تهذب بالشيخ الالغي، فكانت له منزلة من الأذواق والأحوال، وسمعته العلمية كبيرة، أوسع من سمعته الصلاحية، لأنه يكتم أحواله لتمكنه في مركزه، توفي قبل 1328هـ بقليل موافق 1910م
----------------------
محمد بن ابراهيم التاضكوكتي الاكماري
من الأعلام القراء السوسيين، تخرج بالمقرئ الفقيه عبدالله بن محمد الأماسيني الباعقيلي، ثم اجتهد ونهل في مدرسة إرازان الباعقيلية – غير الراسلوادية بشرق تارودانت – نشر علم القراءات في طلبة كثيرين اجتمعوا عليه، وكان حازما عازما، توفي قبل سنة 1328هـ موافق 1910م
----------------------
الحاج علي بن أحمد الدرقاوي السوسي الإلغي
من الأعلام الإلغيين، ووالد العلامة محمد المختار السوسي، وشيخ الطريقة الدرقاوية بسوس في عصره، أخذ عن الفقيه الحاج امحمد اليزيدي، وعن الفقيه ابن ابراهيم التمنارتي، وعن الفقيه ابن العربي الأدوزي، ثم شارط في مدرسة فوكرض بقبيلة أيت صواب، ثم في المدرسة البومروانية، ودرس فيهما بجد حيث مر بين يديه كثيرون ممن ظهروا بعد ذلك من تلاميذه، ثم جذبته النظرة الصوفية التي كان مشمولا بها قبل ذلك العهد، فلازم شيخه سعيد المعدري على شروط السير والسلوك، على ما عرف في التربية الاصطلاحية في طريق القوم، ثم بعده كان من المتصدرين من اصحابه، ثم أدرك وحده ما لم يدركوه كلهم، من شهرة دوية في الحواضر والبوادي، ومن كثرة الزوايا حتى بلغ عددها 89 ومن الأصحاب المنقطعين ما بلغوا أكثر من 500 فرد، من كل الذين تجردوا بين يديه في اوقات مختلفة، متتابعين ولا ينقصون عن نحو 120 فردا على الدوام، فكلما ذهبت جماعة عن اذنه تخلفها جماعة، واما كل الذين انتسبوا اليه فيقدر عددهم بـ 10.000 من السوسيين خاصة، ومن بين اصحابه زهاء 150 عالما، بينهم أفذاذ، وكانت عادته أن يتتبع القرى لتعليم العامة والنساء أمور التوحيد، وما لابد منه من أمور الحلال والحرام وعلم الديانة ولا يمل من ذلك، وهو في ذلك عجب، لأنه يقاسي هو واصحابه عنتا من العامة الذين يعرضون عنهم، فقد يبقون أياما طاوين على السغب، ومجمل تربيته أنها على قسمين
1- تربيته للعامة مطلقا من غير أن ينظر فيهم الى أتباعه فقط مرتكزة على ما ذكرنا، وفيها يمضي كل أوقاته
2- تربيته للخاصة، وهم أصحابه الذين يجشمهم التربية الاصلاحية، على وفق ما في الرائية الشريشية والمباحث وأمثالها، ويعاني التعليم لأصحابه، فلا يمضي على أمره عنده سنوات، حتى يتمكن في علم الديانات وعلم التوحيد، وذلك كله بلسان الشلحة، في كتب ألفها لهم، مع فهمهم لطرق النجاة، والمشي مع الاخلاص، والبعد عن الدعوى، والعجب أنهم مع كل هذا لا يفقهون شيئا من تلك الألفاظ التي يشتغل بها غيرهم، من الفرق والجمع وجمع الجمع، والبقاء والفناء، وكان يرى شيخهم أن الاشتغال بذلك مضيعة للفقير، وكان يملي عليهم من العهود ومن كتب الحديث ورسائل مولاي العربي والحكم وأمثالها
ويضيف ابنه المختار السوسي قائلا عن والده : هذه نظرة صغيرة على ما يربي به اصحابه ويكفي أنهم كلهم خالون من الدعوى، وللمترجم عند أصحابه مكانة لم يكن فيها الجيلاني فمن دونه، وربما يكون لبعضهم فيه غلو على قلة ذلك منهم، وقد ترجم عبادات مجموع الأمير والحكم، وله رسائل ومؤلفات أخرى، وكان ورد الشيخ في نفسه فقط كل ليلة خمسة أحزاب من القرآن نوافل، وكان يظهر للعامة في بلده بمظهر لا يعرفونه من الصوفية، كما كان يصاحب الفقهاء بوصفهم فقط، وكان يكرمهم وينشط كل متعلم، وأعرف الآن كثيرون تعلموا في الالغية على نفقته، وكان لحرصه على الاخلاص لا يتظاهر بمثل الكرم، وإن كان أجود من الريح
ذلك هو الشيخ الحاج علي الالغي الذي مر بالقارئ ويمر به كثيرون من علماء أصحابه، وهو والدنا، ولادراكنا ترجمته رأى القارئ ما رأى، لا غير، وما قلت إلا بالذي علمت سعد، توفي عن مكانة لم يدركها أحد من معاصريه من الصوفية المتصدرين بسوس، بتاريخ 28-12-1328هـ موافق 1910 م وكانت ولادته سنة 1269هـ، وكان لا يفارق حضرا وسفرا من أصحابه المائة الى المائتين، وللكثرة في عيون الناس تأثير، وكلهم بمرقعة وعكاز وسبحة ومطهرة، فمن رآهم تذكر ما يذكر عن أصحاب الهزميري الاغماتي وامثاله
----------------
صالح الافقيري الالغي
من الأعلام الإلغيين، وابن عم العلامة الحاج علي الدرقاوي (والد العلامة محمد المختار السوسي) أخذ عن العلامة سعيد الشريف الكثيري، وكانت له يد وسطى في الفنون، غير أنه يؤثر الخمول في كل شيء حتى في هيأته وفي علمه، فوأدته الأقدار، فلم يكن يعرف له قدر، مع أن له قدرا، وكان يجول جولانا قليلا في النوازل، توفي سنة 1328هـ موافق 1910 م، وولادته سنة 1259هـ
--------------------
المصدر المنقول : كتاب المعسول
تقديم : محمد المزالي
--------------------
*
--==*==--
*

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire