* * *
ثروة إنسانية وثقافية
مغربية ابتلعها البحر
مغربية ابتلعها البحر
* * *
قال صاحب نفح الطيب، وهو يصف ما وقع للسلطان أبي الحسن المريني، عندما ركب البحر من تونس راجعا الى المغرب الأقصى، فقال
وأما السلطان أبو الحسن وجيشه الراكب البحر معه فإنهم لما لججوا احتاجوا إلى الماء فدخلوا مرسى بجاية بالجزائر لخمس ليال من إقلاعهم عن تونس فمنعهم صاحب بجاية الحفصي من الورود وأوعز إلى سائر سواحله بمنعهم فزحفوا إلى الساحل وقاتلوا من صدهم عن الماء إلى أن غلبوهم واستقوا وأقلعوا ثم عصفت بهم الريح في تلك الليلة وجاءهم الموج من كل مكان وتكسرت الأجفان وغرق الكثير من بطانة السلطان وعامة الناس وقذف الموج بالسلطان فألقاه على حجر قرب الساحل من بلاد زواوة بالجزائر عاري الجسد مباشرا للموت وقد هلك من كان معه من الفقهاء والعلماء والكتاب والأشراف والخاصة وهو يشاهد مصارعهم واختطاف الموج لهم من فوق الصخور التي تعلقوا بها فمكثوا ليلتهم على ذلك وصبحهم جفن من بقية الأساطيل كان قد سلم من تلك العاصفة فبادر أهل الجفن إليه حين شاهدوا السلطان فاحتملوه وقد تصايح به البربر من الجبال وتواثبوا إليه حين وضح النهار وأبصروه فتداركه الله بهذا الجفن فاحتملوه وقذفوا به في مدينة الجزائر، وضاعت نفائس كثيرة يعز وجود مثلها، أما الخسائر الفادحة من ثروات المغرب التي أبادتها هذه الكارثة فهي
ستمائة 600 مركب بحري من الأسطول المغربي
أربعمائة 400 عالم وفقيه وطالب مغاربي، وقد كانوا من مرافقي السلطان أبي الحسن المريني، ومن أبرزهم
العلامة أبو عبد الله محمد بن سليمان السطي : شارح الحوفي
العلامة أبو عبد الله محمد بن الصباغ المكناسي : الذي أملى في مجلس درسه بمكناسة على حديث يا ابا عمير، أربعمائة فائدة
العلامة الأستاذ أبو العباس أحمد الزواوي
المصحف العثماني : وهو أحد المصاحف الأربعة التي بعثها الخليفة عثمان بن عفان الى الأقطار الاسلامية، وهذا المصحف كان من نصيب المغرب، وكان من ذخائر ملوكه، يتوارثونه بينهم ملكا بعد ملك، ودولة بعد دولة، إلى أن قدر الله له هذه النهاية
وقد وقعت هذه الكارثة أمام ساحل تدلس بالجزائر، وذلك في سنة 750 هـ
* * *
-----------------------------------
تقديم : محمد زلماضي المزالي
------------------------------------
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire