*
* * *
الرايس الحاج بلعيد الواعظ
****************************************
فرائض الوضوء في الشعر الأمازيغي
***************************
الأدب الأمازيغي يخفي بين آثاره أعمالا رائعة يجب علينا دراستها والتعمق في أغراضها، ومنها ما خلف لنا الرايس الحاج بلعيد، الشاعر الناظم السوسي الكبير، في مختلف منظوماته الشعرية الجميلة ومنها مقطوعات تطرق فيها الى الجانب الديني والتي تدل على مدى معرفته بعلوم الفقه الى جانب الأغراض الشعرية الأخرى والتي اشتهر بها في أغانيه من غزل ومدح ووصف، واستطاع هذا الشاعر الأمازيغي السوسي، أن يقدم النصائح والوعظ والإرشاد، لأهل بلده الأمازيغ وخاصة النساء منهم واللآئي يجهلن اللغة العربية، فساهم بذلك في وعظهم وتفقيههم بأمور دينهم، ومنها هذه المقطوعة التي جمع فيها فرائض الوضوء السبعة في شكل نظمي بديع، ولعمري ليستحق هذا الشاعر أن تدرس أعماله الفنية بطريقة معمقة وهادفة، وفيما يلي نص المقطوعة التي سجلها بصوته في إحدى أغانيه، مع ترجمة كل بيت شعري للعربية لتقريب فهم ما ورد فيها للعموم
* * *
قال الشاعر الرايس الحاج بلعيد في فرائض الوضوء
--------------------------------------------------------
سا لفارايض آد ايفرضن ف لوضو ضهرناك
سبعة فرائض مفروضة في الوضوء ظاهرة
--------------------------------------------------------
النيت ايغ لكمغ أودم نووغ كيس ايسكان لفرض
النية عند بلوغ الوجه أن أنوي أنها فرض
--------------------------------------------------------
ويسين زوارند أودم آس حودان غ لفرض
والوجه هو الثاني وقد حدده الفرض
--------------------------------------------------------
ايريدن إيفاسن ويس كراض آس حودان غ لفرض
ويغسل اليدين وهو الثالث الذي حدده الفرض
--------------------------------------------------------
أتيغمرين إيضوضان أيحوكو كراتسن
وتخليل الأصابع في اليدين
-------------------------------------------------------
أمحاس إيكا ويس كوز أيعومو إيجمعا
والمسح هو الرابع مع الجمع والتعميم بين الأعضاء
--------------------------------------------------------
وانا دار أزاران مقورن إيسمون ديدس أفوس
ومن لديه شعر طويل يمرر عليه يديه بالماء
--------------------------------------------------------
إيريدن إيضارن ويس سموس آس حودان غ لفرض
غسل الرجلين وهو الخامس الذي حدده الفرض
--------------------------------------------------------
الدلك نس إيكا ويس سضيس آد حودان غ لفرض
الدلك هو السادس الذي حدده الفرض
---------------------------------------------------------
الفور إيكا ويسا للوضو إيفرض آت إيزدي يان
الفور وهو السابع في فرائض الوضوء أن يوالي غسل الأعضاء
* * *
ومقارنة مع ما نظمه شاعر صوفي مغربي قديم زمنيا، في كتابه المرشد المعين، للعلامة ابن عاشر، يظهر لنا مدى اهتمام المغاربة بجمع علوم الدين والفقه في المنظومات الشعرية، لترسيخها في القلوب ونقشها في الصدور، فلن ينساها حفاظها أبدا عبر الأجيال، والدليل على ذلك مرور أكثر من 8 قرون على هذه القصيدة التالية، ولا زالت تردد على ألسنة المغاربة من حفدة هؤلاء العلماء الأجلاء، والسلف الصالح من الأجداد الأتقياء
* * *
قال الناظم ابن عاشر في ديوانه المرشد المعين
-----------------------------------------------------
فرائض الوضوء سبعة وهي * * * دلك وفور نية في بدئه
ولينو رفع حدث أو مفترض * * * أو استباحة لممنوع عرض
وغسل وجه غسله اليدين * * * ومسح رأس غسله الرجلين
والفرض عم مجمع الأذنين * * * والمرفقين عم والكعبين
خلل أصابع اليدين وشعر * * * وجه إذا ما تحته الجلد ظهر
* * *
وللفائدة ففي كتب الفقه، أن فرائض الوضوء هي
--------------------------------------------------------
النية : وفيها قال تعالى – إنما الأعمال بالنيات
غسل الوجه : وفيه قال تعالى – فاغسلوا وجوهكم
غسل اليدين الى المرفقين : وفيه قال تعالى – وأيديكم الى المرافق
مسح الرأس : وفيه قال تعالى - وامسحوا برؤوسكم
غسل الرجلين الى الكعبين : وفيه قال تعالى – وأرجلكم الى الكعبين
الفور أو المولاة : وهو عمل الوضوء في وقت واحد بلا فاصل زمني – قال تعالى – ولا تبطلوا أعمالكم
الدلك : وهو من تمام غسل العضو، وقد اختلف فيه العلماء فأهل المشرق يعتبرونه سنة وأهل المغرب يعتبرونه فرضا وهو ما أشار اليه الناظم ابن عاشر بالعربية، والناظم الحاج بلعيد بالأمازيغية
* * *
الترتيب : بين الأعضاء المفروضة في الوضوء، وهو أيضا من الفرائض التي اعتبرها أهل المشرق من الواجبات
---------------------------------
اللهم ارحم من علمنا وارحم من سبقنا بالايمان
---------------------------------
* * *
-----------------------------------
تقديم : محمد زلماضي المزالي
------------------------------------
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire