* * *
*
الامام البوصيري وعلماء المغرب
------------------------------------------------------------------
اتصل الامام البوصيري صاحب قصيدة البردة والهمزية بعلماء المغرب الذين كانوا يتوافدون على مصر والشام، فتأثر بهم ونظم فيهم قصيدته التي خص فيها بالمدح قبيلة دكالة المغربية، وأعلامها ومنهم معاصره الشيخ أبي محمد صالح الماكري الدكالي المغربي، صاحب ضريح رباط أسفي الشهير والمتوفى سنة 631 هـ، فقال
-----------------------
وما أنا من دكالة غير أنني * * * نسبت إليهم نسبة الصدق في الحب
كنسبة سلمان لبيت نبيه * * * وما كان في قبيل منهم ولا شعب
جزا الله خيرا ملة أخرجتهم * * * من الناس إخراج الحبوب من اللب
------------------------
وللفائدة فقد روى الأستاذ الكانوني أن بيت بني ماكر في مدينة أسفي، جليل القدر عظيم المنزلة غني برجاله وعظمائه، ناهيك ببيت أنجب مثل
الشيخ أبي محمد صالح الماكري الدكالي، صاحب ضريح رباط أسفي الشهير والمتوفى سنة 631 هـ، وأولاده وأحفاده
والامام الخطيب أبي القاسم بن ابراهيم الماجري الأزموري وهو من أهل القرن 7 الهجري
والشيخ المفسر أبو القاسم بن محمد الماجري الأزموري الفاسي نزيلها سنة 911 هـ
والفقيه القاضي أبي عبدالله محمد بن الطيب الماجري العبدي في صدر القرن 13 الهجري
والفقيه الصالح الحاج محمد بن رحال الماجري النجاوي العامري المتوفى سنة 1334 هـ
ومن هذا البيت هاجر ثلة من علمائه الى حواضر المغرب واستوطنوها ومنهم
الامام أبو مهدي عيسى الدكالي بفاس
والامام أبو زكرياء يحيى الدكالي بسبتة، الأصولي النظار
ومنهم من هاجر الى المشرق، أمثال
الامام أبو عبدالله محمد بن شعيب الدكالي حوالي القرن 7 الهجري، وقد ذكره ابن خلدون بأنه كان مجدد سند العلوم الاسلامية بتونس
والامام العلامة سحنون الدكالي نزيل الاسكندرية
والامام ابي أمامة النقاش محمد بن علي بن عبدالواحد الدكالي المصري، المفسر النحوي الشهير المتوفى سنة 763 هـ
وغيرهم ممن نزل بالشام أيضا، مما جعل الامام البوصيري من فرط محبته لهم قرر الانتساب اليهم نسب المحبة والتعلق بهم
ولربما أحست دماؤه في عروقه بالقرابة والنسب الى تربة أجداده الصنهاجيين الذين هاجروا من جنوب المغرب واستوطنوا أرض الكنانة المصرية، وانتسب اليها أحفادهم وذرياتهم، وإليهم ينتمي إمامنا البوصيري أيضا
يقول الناظم شرف الدين البوصيري، وهو يصرح بأصله المغربي حيث ينتسب الى قبائل صنهاجة وبالضبط
الى قبيلة بني حيّون الذين هم أحد فروعها القاطنين بالمغرب
فقل لنا من ذا
الأديب الذي = زاد به حبي ووسواسي
إن كان مثلي مغربيا
فما = في صحبة الأجناس من باس
* * *
وللعلم فإن الامام البوصيري هو شرف الدين محمد بن سعيد بن حماد الصنهاجي البوصيري، ولد بقرية دلاص، إحدى قرى بني سويف من صعيد مصر، في أول شوال 608هـ موافق 7 مارس 1213م، لأسرة ترجع جذورها إلى قبيلة صنهاجة إحدى القبائل الأمازيغية الكبرى، والتي استوطنت الصحراء جنوبي المغرب الأقصى، ونشأ بقرية بوصير، القريبة من مسقط رأسه، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة حيث تلقى علوم العربية والأدب. فحفظ القرآن في طفولته، وتتلمذ على عدد من أعلام عصره
وتعد قصيدته "البردة" من أعظم المدائح النبوية، وقد أجمع النقاد والشعراء على أنها أفضل المدائح النبوية بعد قصيدة "كعب بن زهير" الشهيرة - بانت سعاد
وله أيضا قصيدة "الهمزية" في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وبالإضافة إلى هاتين القصيدتين، له عدة قصائد وأشعار ضمّها ديوانه الشعري، وتُوفِّي الإمام البوصيري بالإسكندرية سنة 695 هـ موافق 1295 م عن عمر بلغ 87 عامًا
-----------------------------------------------------------
* * *
*
ضريح الامام البوصيري في الاسكندرية بمصر
* * *
*
* * *
-----------------------------------
تقديم : محمد زلماضي المزالي
------------------------------------
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire